التكنولوجيا في خدمة الجنس البشري
أنواع المعلومات التي سوف يحتاجون إليها في اعوام الدراسة، سيؤدي ذلك إلى تغيير طبيعة العملية التعليمية، بحيث تقتصر على تفسير المعلومات المخزونة في عقل الطفل، بدلا من الانشغال بحفظ تلك المعلومات واستيعابها، كما هو الوضع الآن.
في قصص الخيال العلمي التي كنا نقرأها عندما كنا اولاداً، ينظر سوبرمان الى الفضاء فيرى بعينيه العاديتين نيزكا على بُعد ملايين الكيلومترات في البعيد. ويعاجل البطل النيزك المندفع الى الارض بأشعة خارقة من عينيه فيفتته مخلفا الغبار والدخان. وعندما ينصت سوبرمان الى الصوت الآتي من البعيد يعلم ان قطارا اصطدم بسيارة في النصف الآخر من الكرة الارضية! هذه القصص توشك على التحقق وسط ما بات يُسمّى "الحواس الخارقة" المدعومة بتكنولوجيا حديثة تستند الى الكومبيوتر والاتصالات.
فما آخر أخبار الاكتشافات في هذا المجال؟ وما مستقبل الحواس الخارقة او المعززة؟ وهل يمكن العلماء ان يصنعوا في يوم قريب انسانا خارقا؟
الحواس الخارقة
لا يعلم الانسان ان النار تحرق الجلد الى ان يضع يده على النار. كما انه لا يستطيع ان يتبيّن ملامح وجه أعز أصدقائه اذا كان مارا امامه على دراجة نارية بسرعة 200 كيلومتر في الساعة. وأحيانا لا يستطيع ان يسمع الانسان صوت مرور افعى الا عندما تصبح بين رجليه. الانسان يملك قدرات محدودة وهذه مسلّمة لا نقاش فيها. لكن عبارة "لا نقاش فيها" هذه ليست من الامور التي يسلّم فيها العلماء الذين يبحثون ليل نهار عن حلول لتعظيم قدرات الحواس البشرية.
في العقدين الماضيين تمكن العلماء من تحقيق سبق عبر تأمين "اجهزة" بديلة عن أعضاء فقدها ضحايا الحوادث. ففي بعض الحالات تم تركيب أذن اصطناعية، وفي حالات أقل ركب العلماء اجهزة في الحنجرة لمن فقدوا صوتهم نتيجة مشاكل في الحنجرة. لكن يعد العلماء بـ "معجزات". أمثلة من هذه المعجزات التي ستعتمد على "اجهزة الاحساس" وتقوية الحواس ستكون مثل اجهزة تركب داخل العين تمكن صاحبها من الرؤية في الظلام المطبق، او اجهزة تركب في الأذن فيتمكن صاحبها من الاستماع الى حديث يدور همسا على بُعد ألف متر. ونتيجة التحديث الهائل الذي تشهده الكومبيوترات وشبكات الاتصالات انه سيكون في الامكان صناعة جهاز الرؤية الليلية بحجم عدسة العين. كذلك الأمر بالنسبة الى جهاز السمع الخارق الذي سيصبح حجمه صغيراً الى درجة يمكن ان يضعه الجراحون داخل الأذن.
الاعضاء الاصطناعية المعززّة الجديدة قادرة على الاحساس والرؤية والشم أدق الى حدود الف مرة اكثر من أعضاء أي انسان على سطح الأرض، إلا اذا كان سوبرمان! وتستطيع اجهزة الاحساس هذه ان تعمل في أصعب ظروف حياتنا اليومية. اليوم تنتشر اجهزة الاحساس في كل مكان، وابرز هذه الاماكن هي السيارة. وتقول دراسات صادرة عن معاهد ومختبرات خاصة بصناعة السيارات، ان معدل عدد اجهزة الاحساس في كل سيارة جديدة تصنع اليوم هو 100. كذلك تنتشر هذه الاجهزة في اجسام بشر قد يكونون اصدقاءنا. ويستخدم الطب هذه الاجهزة خصوصاً لدى المرضى في الأذن والحنجرة. وكذلك تنتشر اجهزة الاحساس في مجال الصناعة، وشركات ضمان الجودة، وتكنولوجيا البيئة، الزراعة، والعناية الصحية وخصوصاً الاعضاء البديلة، اضافة الى تنوع واسع في المجالات العسكرية والانتاجية والخدماتية.
العلماء الذين حققوا انجازات في مجال تعزيز قدرات الحواس او اعادتها الى طبيعتها انتبهوا الى التقاطع المهم الذي يفرضه عملهم مع اعمال مختبرات "تكنولوجيا النانو" وهي تكنولوجيا تعمل في بيئة بالغة الدقة والصغر. فعلماء تعزيز الاحساس فتشوا عن قطع صغيرة تلائم متطلباتهم، مثل تركيب شريحة Chip في الاذن تكون صغيرة جدا لتناسب المكان الذي ستُوضع فيه، أو مثل وضع شريحة في العين تكون صغيرة لتُوضع في مؤخرة العين.
وتكنولوجيا النانو اعطت حلولاً لهذه المتطلبات. وانطلاقا من هذه النتائج ثمة اعتقاد مفاده ان الاجهزة الصغيرة المصنوعة وفق مواصفات النانو سيكون استخدامها ملائماً في جسم الانسان.
وثمة تخيلات عدة تفترضها بعض توقعات المتحمسين لمشاريع الانسان المزوّد بأجهزة معززّة للجسم البشري. تقول هذه التوقعات انه قد يتوصل العلماء الى زرع نوع من الرقائق في اللحاء المخي للأطفال بحيث تكون محملة بمختلف
مستقبل مثير
لا يخفي العلماء ان صناعة انسان نصفه مكون من أجهزة أو روبوت نصفه انساني، سيكون مرعبا في بعض الاحيان، إلا انهم يشددون على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا لتزويد الجسم البشري بقدرات خارقة أو على الأقل تعطيه ما يناسب متطلباته. والمتطلبات عدة. ففي بلاد الاسكيمو سيكون عمليا جدا تزويد الجسم البشري بشبكة كهربائية داخلية للتدفئة، فجسم الانسان لا يناسب درجات الحرارة المنخفضة.
كذلك ربما تكون ثورة الانسان شبه الآلي او الروبوت شبه الانساني واعدة لجهة ارسال بشر الى الفضاء ليعيشوا فترة مثلا على كوكب المريخ، بعد ان تركّب لهم اجهزة داخل اجسامهم تؤمن الاوكسجين لسنوات. المستقبل واعد لكن الاسئلة كثيرة وثورة الكومبيوتر ستفاجئنا كل يوم بإكتشافات مذهلة.
أنواع المعلومات التي سوف يحتاجون إليها في اعوام الدراسة، سيؤدي ذلك إلى تغيير طبيعة العملية التعليمية، بحيث تقتصر على تفسير المعلومات المخزونة في عقل الطفل، بدلا من الانشغال بحفظ تلك المعلومات واستيعابها، كما هو الوضع الآن.
في قصص الخيال العلمي التي كنا نقرأها عندما كنا اولاداً، ينظر سوبرمان الى الفضاء فيرى بعينيه العاديتين نيزكا على بُعد ملايين الكيلومترات في البعيد. ويعاجل البطل النيزك المندفع الى الارض بأشعة خارقة من عينيه فيفتته مخلفا الغبار والدخان. وعندما ينصت سوبرمان الى الصوت الآتي من البعيد يعلم ان قطارا اصطدم بسيارة في النصف الآخر من الكرة الارضية! هذه القصص توشك على التحقق وسط ما بات يُسمّى "الحواس الخارقة" المدعومة بتكنولوجيا حديثة تستند الى الكومبيوتر والاتصالات.
فما آخر أخبار الاكتشافات في هذا المجال؟ وما مستقبل الحواس الخارقة او المعززة؟ وهل يمكن العلماء ان يصنعوا في يوم قريب انسانا خارقا؟
الحواس الخارقة
لا يعلم الانسان ان النار تحرق الجلد الى ان يضع يده على النار. كما انه لا يستطيع ان يتبيّن ملامح وجه أعز أصدقائه اذا كان مارا امامه على دراجة نارية بسرعة 200 كيلومتر في الساعة. وأحيانا لا يستطيع ان يسمع الانسان صوت مرور افعى الا عندما تصبح بين رجليه. الانسان يملك قدرات محدودة وهذه مسلّمة لا نقاش فيها. لكن عبارة "لا نقاش فيها" هذه ليست من الامور التي يسلّم فيها العلماء الذين يبحثون ليل نهار عن حلول لتعظيم قدرات الحواس البشرية.
في العقدين الماضيين تمكن العلماء من تحقيق سبق عبر تأمين "اجهزة" بديلة عن أعضاء فقدها ضحايا الحوادث. ففي بعض الحالات تم تركيب أذن اصطناعية، وفي حالات أقل ركب العلماء اجهزة في الحنجرة لمن فقدوا صوتهم نتيجة مشاكل في الحنجرة. لكن يعد العلماء بـ "معجزات". أمثلة من هذه المعجزات التي ستعتمد على "اجهزة الاحساس" وتقوية الحواس ستكون مثل اجهزة تركب داخل العين تمكن صاحبها من الرؤية في الظلام المطبق، او اجهزة تركب في الأذن فيتمكن صاحبها من الاستماع الى حديث يدور همسا على بُعد ألف متر. ونتيجة التحديث الهائل الذي تشهده الكومبيوترات وشبكات الاتصالات انه سيكون في الامكان صناعة جهاز الرؤية الليلية بحجم عدسة العين. كذلك الأمر بالنسبة الى جهاز السمع الخارق الذي سيصبح حجمه صغيراً الى درجة يمكن ان يضعه الجراحون داخل الأذن.
الاعضاء الاصطناعية المعززّة الجديدة قادرة على الاحساس والرؤية والشم أدق الى حدود الف مرة اكثر من أعضاء أي انسان على سطح الأرض، إلا اذا كان سوبرمان! وتستطيع اجهزة الاحساس هذه ان تعمل في أصعب ظروف حياتنا اليومية. اليوم تنتشر اجهزة الاحساس في كل مكان، وابرز هذه الاماكن هي السيارة. وتقول دراسات صادرة عن معاهد ومختبرات خاصة بصناعة السيارات، ان معدل عدد اجهزة الاحساس في كل سيارة جديدة تصنع اليوم هو 100. كذلك تنتشر هذه الاجهزة في اجسام بشر قد يكونون اصدقاءنا. ويستخدم الطب هذه الاجهزة خصوصاً لدى المرضى في الأذن والحنجرة. وكذلك تنتشر اجهزة الاحساس في مجال الصناعة، وشركات ضمان الجودة، وتكنولوجيا البيئة، الزراعة، والعناية الصحية وخصوصاً الاعضاء البديلة، اضافة الى تنوع واسع في المجالات العسكرية والانتاجية والخدماتية.
العلماء الذين حققوا انجازات في مجال تعزيز قدرات الحواس او اعادتها الى طبيعتها انتبهوا الى التقاطع المهم الذي يفرضه عملهم مع اعمال مختبرات "تكنولوجيا النانو" وهي تكنولوجيا تعمل في بيئة بالغة الدقة والصغر. فعلماء تعزيز الاحساس فتشوا عن قطع صغيرة تلائم متطلباتهم، مثل تركيب شريحة Chip في الاذن تكون صغيرة جدا لتناسب المكان الذي ستُوضع فيه، أو مثل وضع شريحة في العين تكون صغيرة لتُوضع في مؤخرة العين.
وتكنولوجيا النانو اعطت حلولاً لهذه المتطلبات. وانطلاقا من هذه النتائج ثمة اعتقاد مفاده ان الاجهزة الصغيرة المصنوعة وفق مواصفات النانو سيكون استخدامها ملائماً في جسم الانسان.
وثمة تخيلات عدة تفترضها بعض توقعات المتحمسين لمشاريع الانسان المزوّد بأجهزة معززّة للجسم البشري. تقول هذه التوقعات انه قد يتوصل العلماء الى زرع نوع من الرقائق في اللحاء المخي للأطفال بحيث تكون محملة بمختلف
مستقبل مثير
لا يخفي العلماء ان صناعة انسان نصفه مكون من أجهزة أو روبوت نصفه انساني، سيكون مرعبا في بعض الاحيان، إلا انهم يشددون على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا لتزويد الجسم البشري بقدرات خارقة أو على الأقل تعطيه ما يناسب متطلباته. والمتطلبات عدة. ففي بلاد الاسكيمو سيكون عمليا جدا تزويد الجسم البشري بشبكة كهربائية داخلية للتدفئة، فجسم الانسان لا يناسب درجات الحرارة المنخفضة.
كذلك ربما تكون ثورة الانسان شبه الآلي او الروبوت شبه الانساني واعدة لجهة ارسال بشر الى الفضاء ليعيشوا فترة مثلا على كوكب المريخ، بعد ان تركّب لهم اجهزة داخل اجسامهم تؤمن الاوكسجين لسنوات. المستقبل واعد لكن الاسئلة كثيرة وثورة الكومبيوتر ستفاجئنا كل يوم بإكتشافات مذهلة.